نبذة عن قبيلة ضبة التميمية

نبذة عن قبيلة بني ضبة التميمية

كانت ديار ضبة في الجاهلية بالناحية الشمالية من نجد بجوار
اخوتهم بني تميم . ثم انتقلوا في الإسلام إلى العراق و أقاموا في البصرة و الكوفة .
و كانت ديارهم بجوار بني غنم بالنواحي الشمالية التهامية في نجد ثم انتقلوا في الإسلام إلى الجزيرة الفراتية . و لهم منازل كثيرة في نجد و شمالها.

نسب ضبّة يعود إلى ضبة بن أدّ بطن من طابخة ، و طابخة بطن من خندف من مضر من العدنانية . و كان لضبة من الولد سعد و سعيد ، و هما اللذان يضرب بهما المثل فيقال : (سعد أم سعيد؟) ، و إليهما ينسب الضبّي صاحب الأمثال . و ضبة كلها ترجع إلى سعيد بن ضبة ، و هي من جمرات العرب . و في المعارف لابن قتيبة : ( الجمرة كل قوم قوم يصبرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أحداً و لا ينضمون لأحد ، تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لمقارعة القبائل .

و كان ضبة بن أد هو أول من قال ( الحديث ذو شجون) و ( سبق السيف العذل) في قصة وقوعه على قاتل ابنه و قتله لذلك الرجل . يقول الفرزدق :

لا تأمنن الحرب إن استعارها
كضبّة إذ قال : الحديث شجون

و بطونهم و افرعهم كثيرة ، منها :
بنو صريم ( وهم أخوال الشاعر الفرزدق) ، بنو السيد بن مالك ، بنو ذهل ، بنو عائذة ، بنو جارم .
بنو بجالة ، بنو تيم ، بنو صباح ، بنو هاجر (الذين يذكر فيهم وقوفهم في وجه القرامطة في الأحساء دون باقي القبائل و يتميزون بسواد ابلهم كما ورد عند البكري في معجمه) .
و منهم بنو دلجة و بنو ثعلبة بن سعد بن ضبة و منهم بنو شقرة بن ربيعة .

و يذكر أن ابو الديلم هو باسل بن ضبة . و هناك نصّ شعر عن ابن عبدربه لأبو بجير الضبي يسخر من هذا النسب و ينفيه . يقول :

زعمتم بـأن الهنـد أولاد خنـدف
و بينكـم قربـى و بيـن البرابـر
و ديلم من نسل اب ضبّـة باسـلٍ
و برجان من اولاد عمرو بن عامر
فقد صار كل النـاس أولاد واحـد
و صاروا سواء في أصول العناصر
بنو الأصفر الأملاك اكـرم منكـم
و أولى بقربانـا ملـوك الاكاسـر

و لضبة أجواد و شعراء اشتهروا في الجاهلية مثلها في ذلك مثل القبائل العربية الأخرى . و نجد في شعراء الجاهلية القسوة و الغلظة . فهذا عصمة بن حيي بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة جاهلي يقول حين قتل أرقم بن الجون :

على أرقم بن الجون تبكي نسائكم
فلا رقأت تلك العيـون الدوامـع

و قال عياض بن حنين الضبي يفاخر :

و منا الذي أدّى ابن جفنة رمحه
إلى الحيّ مجنوباً يخبّ و يعنق

و هذا معروف بن هند الأعور الضبّي يقول عن نفسه :

لا خير في أعورٍ لا يأتي الفزعْ
إذا استقل حرد الشيـخ يفـعْ

أما زيد الفوارس فهو غني عن التعريف ، و له هذا البيت :

دعاني ابن مرهوب على شنئ بيننا
فقلـت لـه إن الرمـاح مصائـد

و من أجواد ضبة في الجاهلية الحرّ بن منيع أخو بني ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة ، و منح في يوم مائة لقوح ، و اعطى أولادها غير الذين نتجوها ثم أهداها إلى الكعبة حين لقحت و فصلت من العام المقبل عليها جلالها ، فنحرها و قسم جلالها.

و قد جاء في نسب هارون بن محمد الضبي : كان أسلاف الضبي ملوك عمان في قديم الدهر ، و يزيد بن جابر ادرك الإسلام و حسن إسلامه [وهو من بني سالم بن سعد بن ضبة] . و إن سالماً أزل من دخل عُمان من بني ضبة فتملك بها ، ثم لم يزل ولده من بعده يرثون هناك السيادة و الشرف .

و قد كانت لضبة أيام في الجاهلية ، فكان منها يوم بزاخة على المحرق الغساني و أخوه زياد في إياد و طوائب من العرب من تغلب ، و يوم الشقيقة كان لها على بني شيبان ، و هذه الأيام كانت تسبب الويلات و توقع المصائب في القبيلة الخاسرة من القتل والتشريد و النهب و السلب و السبي ، و هذه الأيام كانت مقيتة في تاريخهم .
و من الايام التي جرت يوم إضم لابن مزيقياء عليهم حتى قتله احد بني قيس بن عائذة فانهزم اصحابه هزيمة شنعاء ، و يوم أعيار حين اغار عمارة العبسي على ضبة و استاق ابلهم فلحقه القوم و فيهم الشرحاف فقتل عمارة و استرد الابل و هو من قال فيه الفرزدق :

و هنّ بشرحاف تداركن دالقـاً
عمارة عبسٍ بعد ما جنح العصر

و يوم دارة مأسل و يوم غول في بني كلاب من عامر ، و يوم السّلان ، و غير هذا من أيامهم مع ابناء عمومتهم من الرباب و بني تميم .

و قد كان لضبة حضور حين بزغ نور الإسلام في مكة المشرفة . فقد وفد مع الذين وفدوا على الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم من رجال ضبة ذباب بن فاتك الضبي و كان رئيساً في قومه ، أتى فلم يسلم ، فغادر و طلبه النبي صلى الله عليه و سلم ثم عاد إليه و اعتذر و أسلم ، و حليس بن زيد الضّبي وفد على النبي صلى الله عليه و سلم فمسح له النبي صلى الله عليه و سلم وجهه و دعا له بالبركة ، و علباء بن مرة الضبي استشهد يوم مؤتة و له صحبة . و سليمان بن عامر الضبي له صحبة أيضاً و هو من الرواة .

و من أعلام ضبة الشاعر أحمد بن محمد الضبي المعروف بالصنوبري و كان في بلاط سيف الدولة و له شعر يفتخر به بضبة ، يقول :

و ضبّتـي فجمـرة الجـمـار
عشيرتي الحامون عن تعشاري
منهم ضـرار و أبـو ضـرار
الآخـذون الخـرج بالصغـار

و من الشعراء أيضاً ممن تولى منصباً هاماً في الدولة الإسلامية ، إبراهيم بن محمد بن المدبر الضبي و هو من الشعراء البلغاء و قد وَزَر للمعتمد .

و قد لحقت ضبة بمن لحق بجيوش الفتوحات و كان لرجالها دور يذكر في ذلك ، كلحاق عصمة بن عبدالله الضبي و من تبعه من قومه لمساندة المثنى بن حارثة بالعراق ، و كان معه على طليعة من طلائع الجيش و كان من القادة الشجعان ، و قد تمكن فارسنا عصمة في معركة حصيد من قتل "روزبه" ، و غنم المسلمون في تلك المعركة غنائم كثيرة .

كما قدم على الخليفة الفاروق رضي الله عنه قوم من بني ضبّة ، فجعلهم فرقتين ، فجعل على إحدى الفرقتين ابن الهَوبَر و على الأخرى المنذر بن حسان بن ضرار الضبي و ألحقهم بالمثنى بالعراق . و قد كان المنذر بن حسان الضبي هو من تمكن من قتل "مهران بن باذان" من عظماء فارس بعد مبارزة عنيفة في معركة عند النخيلة .

و هناك أيضاً كلج الضبّي من القادة الفرسان و الشجعان ، شهد فتوح العراق ، و هو الذي حمى الجسر حتى عقد و معه المثنى بن حارثة الشيباني و عاصم بن عمرو التميمي و مذعور العجلي.

من قادة ضبة و رجالها و فرسانها رجال كثر ذكرهم التاريخ منهم عمرو بن يثربي الضبي أسلم عام الفتح و صحب النبي صلى الله عليه و سلم ، و كان قاضياً على البصرة في عهد الخليفة عثمان بن عفان –رضي الله عنه-و اشترك في صفين و كان مع معاوية .

و منهم غيلان بن خرشة الضبي سيد بني ضبّة بالبصرة من أصحاب أبي موسى الأشعري ، ثم انتقده أمام الخليفة الراشد عثمان بن عفان –رضي الله عنه- فعزله و ولى مكانه عبدالله بن عامر .

و من الرجال الشجعان اللذين لم يكونوا يتهبون الكلام و لا تأخذهم في الله لومة لائم حوار بن زيد الضبي ، و هناك بلال الضبي الذي كان من قادة الحجاج بن يوسف الثقفي و الذي أرسله على رأس جيش إلى قلاع فارس .

و كان ممن تسلموا مناصب هامة في العصر العباسي عمر بن زهير الضبي الذي ولاه أبو جعفر على الكوفة ، و كان عبدالله بن شبرمة الضبي قاضيا عليها أيضا . و عبدالله بن المسيب الضبي ولاه هارون الرشيد مصر .
و قد ولى المأمون أيضاً الشاعر و النحوي محمد بن حسان الضبّي مظالم الجزيرة و قنسرين و العواصم و الثغور . و ولى أيضا قضاء أصبهان حيان بن بشر الضبي .

و كان من الأعلام أحمد بن محمد الضبي الذي ولي خراج مصر و دمشق و قيل دمشق و الأردن و فلسطين . سجنه أحمد بن طولون حتى مات .
و كان لعنبسة بن إسحاق الضبي تولى مصر ايضا من قبل المنتصر في خلافة أبيه ثم عاد إلى العراق في زمن المتوكل أيضاً ، كان من أعدل الناس وهو آخر من تولى مصراً من العرب و آخر من صلى بالناس و خطب .

و منهم من نال ألقاباً كثيرة مثل أحمد بن إبراهيم الضبي ، أبو العباس وَزَرَ لفخر الدولة علي بن بويه سنة 385هـ ، و لقب بالكافي الأوحد و بالرئيس و بالأستاذ .

و من علماء ضبة و مشاهيرهم أحمد بن يحيى الضبي من الذي نبغوا في العلم و الأدب و هو مؤرخ من مؤرخي الأندلس و له تصانيف عدة .
و كذلك من العلماء عامر بن عمران الضبي له مؤلفات منها كتاب الخيل و كتاب الإبل والغنم و الأمثال . و منهم أيضاً محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي الذي كانت له كتب في الطهارة و الصلاة و المناسك و الزهد و التفسير و الزكاة و الصيام و الدعاء .

عدد المساهمات : 33 تاريخ التسجيل : 26/10/2009

موشوع حلووووو وحلو كمان انو الواحد يتعرف على اصوله والنا الشرف طبعاااا

صحيح اختي لازم الشخص يتعرف ع اصله بارك الله فيكي ع مرورك تقبلي تحياتي

» علاقة قبيلة بني ضبة مع تميم والقبائل الآخرى